ما سوى الله، وإثباتها لله وحده. فلا يكون الإنسان موحداً إلا بتحقيق هذا النفي والإثبات، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا) 1 إذ بالنفي وحده يكون الإنسان ملحداً، وبالإثبات وحده يكون الإنسان مشركاً.
وفي هذا الحديث بيان فضيلة كلمة التوحيد وعظم مكانتها، فهي أعظم الكلمات وأفضلها على الإطلاق، وهي أصل الدين وأساس السعادة، وسبيل الفوز في الدنيا والآخرة، كما جاء في مسند الإمام أحمد 2 عن أبي ذر رضي الله عنه قال: " يا رسول الله أفمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: نعم هي أحسن الحسنات ". وفي حديث الشعب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:""الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان " 3. وفي حديث مباني الإسلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""إنَّ الإسلام بني على خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت " 4.
وفيه أنَّ كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، لا تنفع صاحبها بمجرد القول، بل لابد من الإتيان بشروطها وضوابطها التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. قيل لوهب بن منبه رحمه الله:""أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتِح لك، وإلا لم يُفتَح لك " 5.