الله جل وعلا: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} 1، ويستثنى من هذا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب مع بقائه في النار.
وأما الشفاعات العامة وهي التي تكون من النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الملائكة والصالحين من عباد الله، فهي:
1ـ الشفاعة لمن دخل الجنة: بأن تُرفع درجته فيها وتعلو فوق ما كان يقتضيه ثواب عمله.
2ـ الشفاعة لمن استحق النار: بأن لا يدخلها.
3ـ الشفاعة لمن دخل النار: بأن يخرج منها.
وهذان القسمان الأخيران خاصان بعصاة الموحدين.
وهذه الشفاعات لا تكون إلا بشرطين، دل عليهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهما:
الأول: إذن الله للشافع، كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} 2، فلا يمكن أن تكون شفاعة يوم القيامة إلا بإذن الله، ولا يمكن أن يشفع أحد بين يدي الله إلا إذا أذن الله له.
الثاني: رضا الله تبارك وتعالى عن المشفوع له. ولا يرضى سبحانه إلا عن أهل التوحيد،قال جل وعلا: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} 3، وقال: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} 4.
وقد جُمع هذان الشرطان في غير آية، كما في قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} 5 فذكر الشرطين: الإذن والرضا.
وقد اقتصر المصنف ـ رحمه الله ـ على نوعين من الشفاعة: الشفاعة