أمر الله بها ينزل بها جبريل إلى الأرض ثم يبلغها النبي صلى الله عليه وسلم، إلا هذه الصلاة عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء وتلقاها منه سبحانه مباشرة. وهو في ذلك المقام سمع كلام الله من الله، فهو كليم الله، شارك موسى عليه السلام في الكلام، كما شارك إبراهيم عليه السلام في الخلة، قال صلى الله عليه وسلم:"" فإنَّ الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " 1، ولهذا اجتمع فيه ما تفرق في الأنبياء.
ويعتبر حديث المعراج أحد أدلة علو الله عز وجل، وأنَّه سبحانه مستو على عرشه. حدثني ثقة قال: التقيت برجل يقول: إنَّ الله في كلِّ مكان. فقلت: هل تؤمن بفضل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه؟ قال: نعم. قال: قلت: هل تؤمن بالعروج به إلى السماء؟ قال: نعم. قال: قلت: إن أنكرت علو الله لم تؤمن لا بفضل النبي صلى الله عليه وسلم ولا بربك، فلا عظمت النبي صلى الله عليه وسلم ولا آمنت بربك وبعلوه. يقول: فقال لي الرجل: آمنت بعلو الله وصدقت.
" بجسده وروحه جميعاً " هنا يرد المصنف ـ رحمه الله ـ على من يقول: إنَّ الإسراء والمعراج كان بالروح فقط. وهذا باطل وغير صحيح، بل عُرج به صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده،قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} 2 وقوله جل وعلا: " بعبده " يتناول الروح والجسد، وهكذا بقية الأحاديث. فمن قال: إنَّ الإسراء والمعراج كان بالروح فقط ليس عنده دليل. ومن قال: إنَّه منام فهو أشد باطلاً وبعداً عن الحق والصواب.
" ثم عاد من ليلته إلى مكة قبل الصبح " أي: لم يأت عليه الصبح إلا وهو في فراشه.