سبحانه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} 1.

وقد جمع بعض أهل العلم هذه المراتب الأربعة في بيت من الشعر فقال:

علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُه ... وخلقُه وهو إيجادٌ وتكوينٌ

فمن لم يؤمن بمراتب القدر الأربعة فليس بمؤمن بالقدر. فلو قال قائل: أنا أؤمن بالعلم والكتابة والإيجاد، ولكن لا أؤمن بالمشيئة. عُدَّ كافراً بالقدر. ولهذا يحسن بمن أراد تعريف الإيمان بالقضاء والقدر أن يذكر هذه المراتب الأربعة.

وللإمام الشافعي أبيات جميلة ذكر فيها القدر وما يتعلق به، وصفها ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ بقوله:""ومن شعره الذي لا يختلف فيه، وهو أصح شيء عنه " 2، وهي قوله:

ما شئتَ كان وإن لم أشأْ ... وما شئتُ إن لم تشأْ لم يكن

خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن

على ذا مننت وهذا خذلت ... وهذا أعنت وذا لم تعن

فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن 3.

فقوله: " ما شئتَ " أي: أنت يا الله كان، فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه. " وإن لم أشأ " أي: وإن لم أشأ أنا أيها العبد ذلك الأمر، " وما شئتُ " أي: أنا أيها العبد إن لم تشأ أنت يا الله لم يكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015