" والقرآن كلام الله عز وجل ووحيه وتنزيله، والمسموع من القاري كلام الله عز وجل، قال الله عز وجل: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} ، وإنما سمعه من التالي. وقال الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} وقال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . وقال عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} . وهو محفوظ في الصدور، كما قال عز وجل: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} "
ثم بدأ المصنف رحمه الله في الكلام على القرآن على وجه الخصوص، وأنَّه كلام الله عز وجل ووحيه وتنزيله، تكلم به الرب العظيم حقيقة، وسمعه منه جبريل، ونزل به جبريل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم بلغه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، ثم سمعه الناس بعضهم من بعض، فاتصل إسنادهم في سماعه إلى الصحابة إلى النبي الكريم إلى جبريل إلى الله، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} 1، وقال سبحانه: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 2، و" مِنْ " في هذه الآية للابتداء أي: هو سبحانه الذي تكلم به: تكلم بسورة الفاتحة والبقرة وآل عمران وجميع سور القرآن، هو الذي تكلم به، ومنه بدأ
وأما من تأثروا ببدع المتكلمين وأهل الباطل ممن يعطون إجازات في القرآن فيوقفون الإسناد إلى اللوح المحفوظ، حتى يسلموا من إضافة الكلام إلى الله