والقدم والساق والعين والعلو وغيرها، وهي صفات لا تنفك عن الذات، ولا تعلق لها بالمشيئة ـ بخلاف الصفات الفعلية ـ التي لها تعلق بالمشيئة.
وأهل السنة منهجهم في صفات الله الذاتية والفعلية واحد، ويقولون: باب الصفات واحد، فيثبتون ما ثبت في الكتاب والسنة كما جاء، ويؤمنون به كما ورد، بلا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل.
واليدان ثابتتان لله عز وجل، وهما اثنتان، كما دلت على ذلك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة كما في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 1، وقوله سبحانه: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 2، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في بعض النصوص ذكر هذه الصفة بالإفراد، كما في قوله عز وجل: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} 3، وكما في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} 4، وكما في حديث محاجة آدم موسى الآتي ذكره.
وجاءت في بعض النصوص بالجمع، كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} 5.
وهذا لا يشكل على أنَّ الله عز وجل موصوف بأنَّ له يدين تليقان بجلاله وكماله وعظمته؛ لأنَّ لغة العرب تتسع للإخبار عن المثنى بالمفرد والجمع لأغراض معلومة في اللغة. فتقول العرب: رأيت بعينِي، وسمعت بأذنِي وذهبت إلى فلان بقدمِي، والمقصود: رأيته بعينَيَّ، وسمعته بأذنَيَّ، وذهبت إليه بقدمَيَّ.
ومن هذه الأغراض: المشاكلة بين المضاف والمضاف إليه، فلمَّا يكون المضاف إليه مفرداً يناسبه أن يكون المضاف مفرداً أيضاً، كما في قوله تبارك