وكلُّ نص أوهم التشبيه ... أوله أو فوض ورم تنزيهاً
فكلُّ من خالف أهل السنة في الصفات فهو مريض، وأمراضهم متنوعة، لكنَّ جرثومة المرض عند الجميع واحدة، وهي التشبيه، فولَّدت عند بعضهم تفويضاً، وعند البعض تعطيلاً، وعند البعض تأويلاً.
ولهذا فإنَّ المؤول والمعطل والمفوض كلهم مشبهة، وسبب ما وقعوا فيه من تفويض أو تأويل أو تعطيل هو التشبيه الذي وقعوا فيه أولاً.
والشاهد من الحديث: قوله: " سبحات وجهه "، ففيه إثبات الوجه صفة لله تبارك وتعالى على ما يليق بجلاله وكماله وعظمته.
" ثم قرأ: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} رواه مسلم " الآية في سورة النمل: {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي نودي موسى عليه السلام، والذي ناداه هو الله تبارك وتعالى.
" ثم قرأ ": مَنْ يقرأ هذا السياق الذي ذكره المصنف لا يخطر بباله إلا أنَّ الذي قرأ هذه الآية هو الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنْ في هذا السياق خطئان:"
الأول: نسبة هذه الزيادة لمسلم، وهي ليست موجودة فيه، فقد أخرج مسلم الحديث في صحيحه من ثلاثة طرق، وانتهى الحديث عنده عند الكلمات الأربعة بدون " ثم قرأ " 1، وإنما وقعت في بعض مصادر التخريج الأخرى 2.
الثاني: أن قارئ الآية ـ كما في مصادر التخريج ـ ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود راوي الحديث عن أبي موسى الأشعري، فأبو عبيدة لما روى الحديث قرأ هذه الآية كاملة؛ لما فيها من شاهد عليه. وهذا يكثر