الأبار العلامة البليغ المنشئ الحافظ المحدث, أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي: ذكرته في الممتع.
1152- 5/19- الرسعني الإمام المحدث الرحال الحافظ المفسر عالم الجزيرة عز الدين أبو محمد عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري: مولده برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وسمع ببغداد من عبد العزيز بن منينا وطبقته، وبدمشق من أبي اليمن الكندي وطبقته، وببلده من أبي المجد القزويني؛ وعني بهذا العلم وجمع وصنف تفسيرًا حسنًا رأيته يروي فيه بأسانيده، وصنف كتاب مقتل الشهيد الحسين -عليه السلام- وكان إمامًا متقنًا ذا فنون وأدب.
روى عنه ولده العدل شمس الدين محمد والدمياطي في معجمه وغير واحد، وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وتأخر عبد الغني بن عروة المأجن وكان قد سمع منه جزء الأنصاري؛ كانت له حرمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموصل.
قرأت بخط الحافظ أحمد بن المجد قال: عبد الرازق الرسعني حفظ "المقنع" لجدي وسمع بدمشق وغيرها من الكندي والخضر بن كامل وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي الفتوح بن الجلاجلي ابن قدامة، وببغداد من الداهري وعمر بن كرم. قلت: وسمع أيضًا بحلب من الافتخار عبد المطلب وقدم مرة دمشق رسولا فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصابوني جزءًا, وله شعر رائق، ولي مشيخة دار الحديث بالموصل وكان من أوعية العلم والخير؛ توفي في سنة إحدى وستين وستمائة.
وفيها توفي بدمشق الإمام فخر الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان الحنفي راوي نسخة وكيع، والمسند أبو علي الحسن بن علي بن منتصر الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي، وشيخ الحرم الخطيب أبو الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم الكناني العسقلاني الأصل وكان مولده قبل موت جده لأمه عمر الميانشي المحدث قبيل الثمانين وخمسمائة، والمفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى الفاشري الشافعي في شوالها، والمسند الكبير أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري القباني الناسخ عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن طلحة المقدسي