متقنًا سمحًا جوادًا غزير الدمعة عند القراءة، وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلامًا حسنًا ثم ساق له الضياء منامات حسنة دالة على أنه سعيد, رحمه الله. مات في شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة.
قال لنا رشيد بن كامل الفقيه: قرأت على أبي العرب القوصي أخبركم العز محمد ابن الحافظ سنة عشر وستمائة بجامع حبر فذكر حديثًا.
وتوفي معه في العام مسند الشام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي المقرئ النحوي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة، والقاضي ثقة الملك أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي بن حسين الرملي المصري الشافعي خطيب جامع الحاكم، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن أحمد الزهري الإشبيلي راوي صحيح البخاري عن شريح.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا محمد بن عبد الغني الحافظ في كتابه أنا عبد الله بن صابر أنا أبو القاسم النسيب أنا سليم بن أيوب ثنا أبو أحمد الفرضي ثنا الصولي ثنا الغلابي عن عبيد الله ابن عائشة قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتق الله؛ فإن التقوى هي التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثاب إلا عليها, فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل.
1127- 6/18- الملَّاحي الحافظ الإمام المحدث أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الغافقي الأندلسي الغرناطي: والملاحة من قرى غرناطة، ولد قبل سنة خمسين وخمسمائة وكان من كبار الحفاظ.
قال الأبار: سمع من والده ومن أبي الحسن بن كوثر وأبي خالد بن رفاعة وعبد الحق بن بونة وأبي القاسم بن سمحون وخلق, وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وأبو زيد السهيلي وأبو طاهر الخشوعي وأبو الطاهر بن عوف الإسكندراني, وكتب عن الكبار والصغار وبالغ عمره في الاستكثار وكان حافظًا للرواة عارفًا بأخبارهم.
صنف تاريخًا في علماء إلبيرة، وألف كتاب أنساب الأمم والعرب والعجم وسماه "كتاب الشجرة"، و"الأربعين" حديثًا بلغ فيه الغاية من الاحتفال ويشهد له بحفظ أسماء الرجال، وزاد على من تقدمه، وله استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في