النَّوْعُ السِّتُّونَ:
التَّوَارِيخُ وَالْوَفَيَاتُ: هُوَ فَنٌّ مُهِمٌّ بِهِ يُعْرَفُ اتِّصَالُ الْحَدِيثِ وَانْقِطَاعُهُ، وَقَدِ ادَّعَى قَوْمٌ الرِّوَايَةَ عَنْ قَوْمٍ فَنُظِرَ فِي التَّارِيخِ فَظَهَرَ أَنَّهُمْ زَعَمُوا الرِّوَايَةَ عَنْهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ بِسِنِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــQ [النَّوْعُ السِّتُّونَ التَّوَارِيخُ وَالْوَفَيَاتِ] [التعريف بهذا النوع]
(النَّوْعُ السِّتُّونَ: التَّوَارِيخُ) لِمَوَالِيدِ الرُّوَاةِ، وَالسَّمَاعِ، وَالْقُدُومِ لِلْبَلَدِ الْفُلَانِيِّ، (وَالْوَفَيَاتِ) لَهُمْ، (هُوَ فَنٌّ مُهِمٌّ بِهِ يُعْرَفُ اتِّصَالُ الْحَدِيثِ وَانْقِطَاعُهُ، وَقَدِ ادَّعَى قَوْمٌ الرِّوَايَةَ عَنْ قَوْمٍ، فَنُظِرَ فِي التَّارِيخِ فَظَهَرَ أَنَّهُمْ زَعَمُوا الرِّوَايَةَ عَنْهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ بِسِنِينَ) .
كَمَا سَأَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ رَجُلًا اخْتِبَارًا: أَيُّ سَنَةٍ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؟ فَقَالَ: سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَبْعِ سِنِينَ، فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: خَمْسٍ. وَقِيلَ: أَرْبَعٍ. وَقِيلَ: ثَلَاثٍ. وَقِيلَ: ثَمَانٍ.
وَسَأَلَ الْحَاكِمُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاتِمٍ الْكَسِّيَّ عَنْ مَوْلِدِهِ لَمَّا حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، فَقَالَ: سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَقَالَ: هَذَا سَمِعَ مِنْ عَبْدٍ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْقَاضِي: إِذَا اتَّهَمْتُمُ الشَّيْخَ فَحَاسِبُوهُ بِالسِّنِينَ، يَعْنِي سِنَّهُ وَسِنَّ مَنْ كَتَبَ عَنْهُ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَمَّا اسْتَعْمَلَ الرُّوَاةُ الْكَذِبَ، اسْتَعْمَلْنَا لَهُمُ التَّارِيخَ.