ومنها يذكر القيامة وأهل الموقف والجنة والنار.
(غداة يقول بعضُهم لبعضٍ ... ألا يا ليت أمُّكُمُ عَقيمُ)
(فلا تدنو جهنمُ مِنْ بَرِئٍ ... ولا عدنً يحلُّ بها الأثيمُ)
(ونخلَّ ساقطً القِنوانِ فيه ... خلال أصول رطب قميم)
(وتفاحٌ ورمّانٌ وتينٌ ... وماءٌ باردٌ عذبً سليمُ)
(وحورً لا يريْنَ الشمسَ فيها ... على صور الدُّمَى فيها سهومُ)
(نواعم في الأرائك قاصرتٌ ... فهُنَّ عقائل وهم قُرومُ)
(على سررٍ تُرَى متقابلاتٍ ... ألا ثَمَّ النضارةُ والنعيمُ)
(عليهم سندسٌ وجيادُ رَبْط ... وديباجُ يُرَى فيهم قتومُ)
(وتحتهم نمارق من دِمَقسٍ ... ولا أحد يَرى فيهم سئيم)
(ولا لغوّ ولا تأثيمٌ فيها ... ولا حَيْنٌ ولا فيها مُليم)
(وفيها لحم ساهرةٍ وبَحْرٍ ... وما فاهوا به لهم مقيم)
كذا ثبت هذا البيتان في ديوانه الذي رواه علماء اللغة والشعر.
ويتبين بذلك أن النحويين حرّفوه, فركبوا صدر بيت على عجز آخر. وأورد المفسرون البيت على /229/ الصواب عندما تكلموا على تفسير قوله تعالى {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات:14] , فقالوا: الساهرة, وجه الأرض, وأنشدوا.
والمعنى: وفيها لحم بَرٍّ وبَحْرٍ, ورواه بعضُهم: وفيها لحمُ ساهرةٍ وطيرٌ.
ومن الغريب قولُ قتادة: الساهرةُ جهنم, لأنها لا نوم فيها.