رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فقال: بل جهزوني، فغزا في البحر فمات في البحر، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فدفنوه بها وهو لم يتغير، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة رضي الله تعالى عن الجميع.
وعن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء، ثم ينثر كنانته بين يديه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة. وعن أنس أيضا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل كافرا فله سلبه، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم.
واختلف في وقت وفاته، فقيل سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلّى عليه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم. وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين. انتهى مختصرا من ترجمة اسمه وترجمة كنيته.
تنبيه:
قد تقدم قول أنس إنه توفي رضي الله تعالى عنه في البحر، وهذا خلاف قول من قال إنه لما توفي صلّى عليه عثمان رضي الله تعالى عنه.
فوائد لغوية في أربع مسائل:
في «الصحاح» (2: 634) حفرت الأرض واحتفرتها، والحفير: القبر، وفي «الديوان» حفرت بفتح الماضي وكسر المستقبل. وفي «المحكم» (6: 239) القبر:
مدفن الإنسان وجمعه قبور. وفي «الصحاح» (2: 784) قبرت الميت أقبره وأقبره قبرا أي دفنته، وأقبرته أي أمرت بأن يقبر، وقال ابن السكيت: أقبرته أي صيّرت له قبرا يدفن فيه، والمقبرة والمقبرة- بضم الباء وفتحها- واحد المقابر. والضرح (1: 386)