سوادهما استقبحته وشنئته فأدبرت، وقد أوضح هذا المعنى وشرحه أبو الحسين بن يلمش التركي أحد شعراء «الخريدة» فقال: [من الخفيف]

قالت اسود عارضاك بشعر ... وبه تقبح الوجوه الحسان

قلت أضرمت في فؤادي نارا ... فعلى عارضيّ منه دخان

وبيّن أبو تمام حبيب بن أوس الطائي العلة في ذلك بقوله: [من الكامل]

أحلى الرجال من النساء مواقعا ... من كان أشبههم بهنّ خدودا

والوجه الثاني: أن يكون أراد ما أرسلته هذه المرأة على عارضيها من شعر صدغيها، فذكر العارضين وإنما يريد ما عليهما من شعر، كما قالوا: فلان خفيف العارضين، وإنما يريدون خفيف ما عليهما من الشعر، ووصف ما يرسله النساء من شعر أصداغهن على عوارضهن بالسواد أمر معروف ومسلك مألوف، ولذلك تشبهه الشعراء بالسّبج والعقارب، فمما جاء في تشبيهه بالسّبج قول يوسف بن هارون الرمادي من شعراء «الفرائد في التشبيهات» تأليف الكاتب علي بن محمد بن أبي الحسين الأصبحي الأندلسي (?) ، وذكر العارضين والصّدغين فصرّح وأوضح (?) [من البسيط]

وجه كلعبة عاج صوّرت فجرى ... على عوارضها صدغان من سبج

وأعاد هذا المعنى فأحسن وذكر الخدين عوض العارضين فقال (?) :

[من الوافر]

أجل عينيك في خدّ رقيق ... تجل عينيك في روض أنيق

ترى صدغين في سبج نفيس ... مجالهما على خدي عقيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015