قال أبو محمد ابن عطية (5: 188) رحمه الله تعالى في قول الله عز وجل:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ (المائدة: 94) الظاهر أن الله عز وجل خصّ الأيدي بالذكر لأنها معظم «1» التصرف في الاصطياد، وفيها تدخل الحبالات وما عمل باليد من فخاخ وشباك. انتهى.
وقال أبو الفتح كشاجم رحمه الله تعالى في كتابه «المصايد والطرائد» (47) في باب المكايد التي يتوصل بها إلى الصيد: والآلات المتخذة لذلك الصيد على ضروب من الحيل وبآلات مختلفات «2» فمنها الشباك الظاهرة والأشراك المستورة والفخاخ، ومنها ما يدسّ في أماكن مفترقة تحت التراب من الحديد للبقر والحمير، مما إذا تخطّت فيه حصلت «3» فيه أرجلها ولذعها فرمحت فيقطع عصبها «4» حتى لا يكون بها حراك «5» وإياه عنى الشاعر بقوله: [من الطويل]
فإن كنت لا أرمي «6» الظباء فإنني ... أدسّ لها تحت التراب الدواهيا
ومنها الزّبى والأكر، وهي الحفر.
فوائد لغوية في ست مسائل:
الأولى: قول ابن عطية رحمه الله تعالى: الحبالات، هو جمع حبالة بكسر الحاء، وتجمع أيضا على حبائل كرسالة ورسائل.
الزبيدي: الحبالة المصيدة، وحبلت الصيد واحتبلته إذا أخذته.