تنبيه:
قد ثبت مما تقدّم أنّ بعث من يحفظ مع العامل كان من عمل الناس قديما لكنه لم يثبت فيه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم شيء ولا عن الخلفاء رضوان الله تعالى عليهم، لأمانة الناس حينئذ، وكونهم خير القرون، وقد استمرّ العمل عليه، ولا أعلم أوّل من عمله في الإسلام.
تنبيه ثان:
قد تقرر فيما تقدم في هذا الباب تسمية الثقة الذي يجعل مع العامل «ضيزنا» في القديم، وتسميته عند أهل العراق: بندارا، وأما تسميته مشرفا بالمغرب في هذا العصر فإنّما سمّي بذلك لاطّلاعه وإشرافه على جميع أعمال العامل.
فائدة لغوية في معنى الجباية واشتقاقها، وتصريف الفعل منها، والنّسب إليها:
الجباية: جمع المال وتحصيله؛ قال الجوهري في «الصحاح» (6: 2297) قال الكسائي: جبيت الماء في الحوض وجبوته: أي جمعته، والجابية: الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل، والجمع: الجوابي. وفي «الديوان» (4: 70) جبيت الخراج أجبيه جباية، وجبوته أجبوه جباوة أي جمعته. وقال الهروي (1: 317) : وهو حسن الجبية والجبوة؛ وفي «المحكم» : جباوة نادر. قال سيبويه: ادخلوا الواو على الياء لكثرة دخول الياء عليها. وفي «المحكم» أيضا جبى الخراج والماء في الحوض يجباه جمعه، حكاها سيبويه، وهي عنده ضعيفة. قال ابن جنى: هي كأبي يأبى شبهوا الألف في آخره بالهمزة في قرأ يقرأ، وهدأ يهدأ. وفي «تبصرة» الصّيمري (?) في النسب إلى ما كان على فعالة أو فعالة أو فعالة فيما لامه ياء وجهان: الأول: قلب الياء همزة، والثاني: قلبها واوا، ثم تدخل عليها ياء النسب كسقائي وسقاوي في النسب إلى سقاية، وأما ما لامه واو فليس فيه إلّا وجه واحد، وهو إبقاء الواو على حالها ولا تغيّر البتّة ثم تدخل عليها ياء النسب.