قال الهروي في «الغريبين» «1» : بعث عمر رضي الله تعالى عنه بعامل ثم عزله، فانصرف إلى منزله بلا شيء، فقالت له امرأته: أين مرافق العمّال؟ فقال لها:
كان معي ضيزنان يحفظان ويعلمان، يعني الملكين.
وقال القزّاز في «جامع اللّغات» : بعث عمر رضي الله تعالى عنه بعامل فعزله، فجاء بما كان معه من المال، وانصرف إلى منزله بغير شيء، فقالت له امرأته: أين التّحف وأين مرافق العمّال؟ فقال لها: كان معي ضيزن. فتلفّعت وأتت عمر رضي الله تعالى عنهم وقالت: يا أمير المؤمنين بعثت مع زوجي بضيزن فأتاني صفر اليدين، فقال: ما فعلت، علي بزوجها، فأتاه فقال له: أنا بعثت معك بضيزن؟
فقال: كان معي ضيزنان يحفظان ويعلمان، وأشار إلى الملكين، فقال لها عمر رضي الله تعالى عنه: صدق، قد ذكرت. انصرف إلى منزلك، ثم قال لها:
ما أمّلت فيه؟ قالت: كذا وكذا، فقال: يا يرفأ، أعطها ثم أعطها، ثم قال لها:
أرضيت؟ قالت: نعم.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه «في الأموال» (710) عن سعيد بن المسيّب رحمه الله تعالى أنّ عمر بعث معاذا رضي الله تعالى عنهما ساعيا على بني كلاب أو على بني سعد بن ذبيان، فقسم فيهم ولم يدع شيئا حتّى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته، فقالت امرأته: أين ما جئت به ممّا يأتي به العمّال من عراضة أهلهم؟ فقال: كان معي ضاغط، فقالت: كنت أمينا عند رسول الله صلّى الله عليه