شدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك ثم تلا وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ (آل عمران: 180) ... الآية.
وروى النسائي (5: 11) رحمه الله تعالى عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدّي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه، فتنطحه بقرونها، وتطؤه بأخفافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس. انتهى.
روى مسلم (2: 84) رحمه الله تعالى عن عدي بن عميرة الكندي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة. قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك، قال:
وما لك؟ قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم على عمل فليجىء بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى.
فوائد لغوية في ست مسائل:
الأولى: في «المعلم» أصل الزكاة في اللغة: النماء؛ وفي «الصحاح» (6: 2368) : زكا الزرع يزكو زكاء- ممدود- أي نما، وأزكاه الله. قال الإمام المازري: فإن قيل: كيف يستقيم هذا الاشتقاق ومعلوم انتقاص المال بالإنفاق؟
قيل: وإن كان نقصا في الحال فقد يفيد النموّ في المآل، ويزيد في صلاح الأعمال. وفي «الصحاح» (2368) زكّى ماله تزكية: إذا أدّى عنه زكاته.
وقول الله عز وجل وَتُزَكِّيهِمْ بِها (التوبة: 103) قالوا: تطهرهم، وزكّاه أيضا:
إذا أخذ زكاته.
الثانية: الشجاع: في «المشارق» (2: 245) قوله شجاع أقرع: هو الحية الذكر، وقيل كلّ حية شجاع- بضم الشين وقيل بكسرها- والجمع شجعان وشجعان وأشجعة، ويقال لواحدها أيضا أشجع.