في «الاستيعاب» (810) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يكنى أبا الفضل. بابنه الفضل. وكان العباس أسنّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بل بثلاث سنين، وأمه امرأة من النمر بن قاسط، وهي نثلة ويقال نثلة ابنة جناب بن كليب «1» بن مالك بن عمرو بن عامر الضّيحان.
وقال أبو عبيدة: هي نثيلة بنت جناب بن حبيب بن مالك بن عمرو بن عامر [بن زيد مناة بن عامر] «2» وهو الضّحيان، ولدت لعبد المطلب العباس فأنجبت به، وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وذلك أن العباس ضلّ وهو صبيّ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام، فوجدته ففعلت.
وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، والسقاية معروفة، وليها بعد أبي طالب فقام بها، وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدا يستبّ في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرا، يحملهم على عمارته في الخير لا يستطيعون لذلك امتناعا لأنه كان ملأ قريش قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، وكانوا أعوانا عليه، وسلّموا ذلك إليه.
وكان ممن خرج مع المشركين يوم بدر، وأخرج إليها مكرها فيما يزعم قوم، فأسر فيمن أسر منهم، وكانوا قد شدّوا وثاقهم، فسهر النبي- صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبيّ الله؟ قال:
أسهر لأنين العباس، فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم مالي لا أسمع أنين العباس؟ فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: فافعل ذلك بالأسرى كلّهم.