وفيه ثلاثه فصول
كانت قبل الإسلام لبني عبد المطلب فأقرّها رسول الله صلّى الله عليه وسلم لهم في الإسلام. روى مسلم (1: 348) رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله تعالى عنه حديثه الطويل في باب حجة النبي صلّى الله عليه وسلم وفيه: ثم ركب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلّى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب. انتهى.
قال أبو محمد ابن عطية في «التفسير» (8: 150) قال محمد بن كعب: إن العباس وعليا وعثمان بن طلحة تفاخروا، فقال العباس: أنا ساقي الحاج، وقال عثمان: أنا عامر البيت، ولو شئت بتّ فيه، وقال علي: أنا صاحب جهاد الكفار مع النبي صلّى الله عليه وسلم والذي آمنت وهاجرت قديما، فنزلت الآية: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (التوبة: 19) .