قال: فقلت:
يا أيُّها الدّاعِي ما تَحيلُ ... أرَشَدٌ عِندكَ أمْ تَضْلِيلُ
قال:
هذا رسولُ اللهِ ذِي الخَيراتِ ... جاءَ بيَاسِينَ وحَامِيمَاتِ
وسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلاتٍ ... مُحَرَّماتٍ ومُحَلَّلاتِ
يأمرُ بالصَّومِ والصَّلاةِ ... ويزجُرُ النَّاسَ عن الهَنَّات
قَدْ كُنَّ في الأيَّامِ مُنْكَراتِ
قال: قلت: مَنْ أنتَ - يرحمك الله -؟ قال: أنا مَالك بن مالك، بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جِنِّ أهلِ نَجْد، قال: قلت: لو كانَ لي مَنْ يكفيني إبلي هذه، لأتيتُهُ حتى أؤمن به. قال: أنا أكفيكَها، حتى أؤديها إلى أهلكَ سالمةً - إن شاء الله -. فاعتقلتُ بعيراً منها، ثم أتيتُ المدينةَ، فوافقتُ النَّاس يومَ الجُمْعَةِ، وهُمْ في الصلاة، فقلتُ: يقضونَ صلاتَهم ثم أدخل، فإني دائبٌ أُنِيخُ راحِلَتِي، إذْ خَرجَ إليَّ أبو ذر - رحمه الله -، فقال لي: يقولُ لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادْخُلْ». فدخلتُ فلمَّا رآني، قال: «مَا فَعَلَ الشيخُ الذي ضَمِنَ لكَ أنْ يُؤدِي
إبلكَ إلى أهلِكَ سالمةً؟ أمَا إنَّه أدَّاهَا إلى أهلك سالمةً». قال قلت: رَحِمَه اللهُ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلْ، رَحِمَهُ اللهُ». فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. وحسُنَ إسْلامُه.
[«المعجم الكبير» للطبراني (4/ 211) (4166)]