بِهِ؛ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الإِسْلَامَ، فَأَنَا أَكْفِيْكَهَا، حَتَّى أَرُدَّهَا إِلى أَهْلِكْ سَالِمَةً - إِنْ شَاءَ اللهِ تَعَالَى -. ... قَالَ: فَامْتَطَيْتُ رَاحِلَتِيْ، وَقَصَدْتُ المَدِيْنَةَ، فَقَدِمْتُهَا فِي يَوْمِ جُمُعَة، فَأَتَيْتُ المَسْجِدَ، فِإذَا رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَأنَخَتُ رَاحِلَتِي بِبَابِ المَسْجِدِ، وَقُلْتُ: أَلْبَثُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ خُطْبتِهِ، فِإذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، وَهُوَ يَقُوْلُ لَكَ: «مَرْحَبَاً بِكَ، قَدْ بَلَغَنِي إِسْلَامُكَ، فَادْخُلْ، فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ». قَالَ: فَتَطَهَّرْتُ، وَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ. ثُمَّ دَعَانِي، وَقَالَ: «مَا فَعَلَ الشَّيْخُ الذِيْ ضَمِنَ أَنْ يَرُدَّ إِبلَكَ إِلَى أَهْلِكَ؟ أَمَّا إِنَّهُ قَدْ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِكَ سَالِمَةً» فَقُلْتُ: جَزَاهُ اللهُ خَيْرَاً، رَحِمهُ اللهُ؛ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلْ، رَحِمَهُ اللهُ». فَأَسْلَمَ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.
الحديث في «أسد الغابة» (5/ 47) مُعَلَّقاً، قال: روى محمد بن خليفة الأسدي.
قال الطبراني - رحمه الله -: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن خليفة الأسدي، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تُعَجِّبُني به، فقال: حدثني خُرَيمُ بن فاتك الأسدي قال: خرجتُ في بِغَاءِ إبل، فأصبتُها بالأَبْرَق العَزَّاف، فعقلتُها، وتوسدتُ ذِراعَ بعيرٍ منها، وذلك حدثان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قلتُ: أعوذُ بعظيم هذا الوادي، قال: وكذلك كانوا يصنعونَ في الجاهلية، فإذا هاتفٌ يهتِفُ بي، ويقول:
ويحكَ عُذْ بالله ذِي الجَلالِ ... مُنَزِّلِ الحرامِ والحلال
وَوَحِّدِ اللهَ ولا تُبَالِ ... ما هَولُ ذا الجِنِّ مِنَ الأهوالِ
إذْ تذكرُ اللهَ على الأميال ... وفي سُهولِ الأرض والجبالِ
وصارَ كيدُ الجِنِّ في سَفَالِ ... إلا التّقى وصالحَ الأعمال