عمي عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سَنَّة الخزاعي - وكان من أهل الشام - أنَّ عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه - وهو بمكة -: ... «مَنْ أحبَّ منكم أن يحضرَ أمرَ الجِنِّ الليلة، فليفعل»؟ فلم يحضر منهم أحدٌ غيري، قال: فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة، خطَّ لِي برجلِه خطاً، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطَلَقَ حتى قام، فافتتح القرآن، فغشيته أسودةٌ
كثيرةٌ، حالت بيني وبينه، حتى ما أسمعُ صوتَه، ثم طفقوا يتقطعون مثل قِطَعِ السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهطٌ، ففرغ رسول الله مع الفجر، فانطلق متبرزاً، ثم أتاني، فقال: «ما فعل الرهط»؟ قلت: هم أولئك يا رسول الله، فأعطاهم روثاً أو عظماً زاداً، ثم نهى أن يستطيبَ أحدٌ بعظمٍ أو رَوْثٍ».
[«جامع البيان عن تأويل آي القرآن» للطبري (21/ 169)]
- أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم، أبو عبيد الله القرشي الفهري، مولاهم، المصري، لقبه بَحْشَل.
صَدُوقٌ، اخْتَلَط بأَخَرَة، بعد الخمسين ومئة.
وثَّقَه: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وأمره مستقيم، ثم خلط بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط، قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي بعد ذلك، فقال: كان صدوقاً.
قال ابن عدي: رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم، مجمعين على ضعفه، ومن كتب عنه من الغرباء غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه، وحدثوا عنه منهم: أبو زرعة وأبو حاتم فمن دونهما، وسألت عبدان عنه فقال: كان مستقيم الأمر في أيامنا، وكان أبو الطاهر بن السرح يحسن القول فيه ....