قال: [قد ذكر الحاكم في روايته لهذا الحديث: سمعت مشرح بن هاعان. وقال قبله: قد ذكر كاتب الليث سماعه فيه.
وكونه لم يخرجه في أيامه لا يضر إذاً، وقوله: «لأن حيوة روى عن بكر بن عمرو، عن مشرح» يريد به أن حيوة من أقران الليث، أو أكبر منه، وإنما يروي عن بكر، عن مشرح، وهذا
غير لازم؛ لأن الليث كان معاصراً لمشرح، وقد صرَّح بسماعه منه]. ا. هـ.
وقد تعقب أبا زرعة الزيلعيُّ في «نصب الراية» (3/ 239) فقال: [قوله في «الإسناد» (قال لي أبو مصعب)، يردُّ ذلك].
وقال ابن القيم في «إعلام الموقعين» (3/ 57): وكونه لم يُخرجه وقت اجتماع البخاري به، لا يضره شيئاً، وأما قوله: إن حيوة يروى عن بكر بن عمرو بن شريح المصري، عن مشرح؛ فإنه يريد به أن حيوة من أقران الليث، أو أكبر منه، وإنما روى عن بكر بن عمرو، عن مشرح.
وهذا تعليل قوي، ويؤكده أن الليث قال: قال مشرح. ولم يقل: حدثنا.
وليس بلازم؛ فإن الليث كان معاصراً لمشرح، وهو في بلده، وطلبُ الليث العلمَ وجمعُه، لم يمنعه أن لا يسمع من مشرح حديثه عن عقبة بن عامر، وهو معه في البلد. ا. هـ. المراد نقله.
وفيه دلالة على اكتفاء ابن القيم بالمعاصرة والمقاربة بينهما، مع حرص الليث على العلم وجمعه، فكان قرينة على سماعه من مشرح.
ولم تخف هذه المعاصرة، والمقاربة بينهما على يحيى بن عبد الله بن بكير، وأبي زرعة، والبخاري - رحمهم الله تعالى - فنفوا سماع الليث من مشرح.
مع أنه الحديث الوحيد الذي رواه الليث، عن مشرح، حسب المصادر الموجودة في «تحفة الأشراف» (7/ 322)، و «إتحاف المهرة» (11/ 180 - 245)، وغيرهما.
ويقع هذا النفي في كلام الأئمة على روايات المتعاصرين مع إمكان اللقاء، وقد يكون مع