وقد أخرجه أيضاً ابنُ أبي حاتم، وابن مردويه، كما في «الدر المنثور» (4/ 59).
فمدار الحديث على ممطور أبي سلام، ويحيى بن أبي كثير كلاهما عن عامر بن زيد البكالي، عن عتبة بن عبد السلمي.
ويُحتمل أن يحيى بن أبي كثير دلَّسه عن عامر؛ لأنه مُدلِّس، ولقول الطبراني في «الأوسط» (1/ 126) عقب حديث: «لا يُروى هذا الحديث عن عتبة بن عبد، إلا من حديث زيد بن سلام، ولا رواه عن زيد، إلا معاوية بن سلام، ويحيى بن أبي كثير».
فدل على أن يحيى روى الحديث عن زيد بن سلام.
ومع ذلك قال ابن معين كما في رواية الدوري عنه (2/ 652) «لم يلق يحيى بن أبي كثير زيدَ بنَ سلام، وقدِم معاويةُ بن سلام عليهم، فلم يسمع يحيى بن أبي كثير، أخذ كتابَه عن أخيه، ولم يسمعه، فدلَّسه عنه».
وسماعه من أبي سلام لا يثبت أيضاً، قال حسين المعلم: «قال لي يحيى بن أبي كثير: كل شيء عن أبي سلام، إنما هو كتاب». كما في ترجمته في «تهذيب الكمال» (28/ 487).
وأما قول البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 452) في ترجمته «عامر البكالي»: (روى عنه يحيى بن أبي كثير، وممطور أبو سلام)، فليس في هذه العبارة إثبات للسماع، وإنما حكاية لما وقع في
الإسناد، من طريق ذلك الراوي (?).
الحديث حسن.