يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن ابن عمر وخالفه نافع وهو أحفظ منه وقال ابن قدامة في المغني حديث البارقي قد تفرد بزيادة لفظه النهار من بين سائر الرواة وقد رواه عن ابن عمر نحو من خمسة عشر لم يقل ذلك أحد سواه وكان ابن عمر يصلي أربعاً فدل ذلك على ضعف روايته والله أعلم ثم قال المصنف (وإن زاد بعد التسبيح) أي بعد كلماته (قوله لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم فهو حسن فقد ورد ذلك في بعض الروايات) وهي رواية عبد الله ابن زياد بن سمعان عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه مرفوعاً قال فيها يفتتح الصلاة فيكبر ثم يقول فذكر الكلمات وزاد فيها ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم كذا في القوت وسيأتي الكلام على هذه الرواية قريباً.
(فصل) قد قدمنا أن أصح الطرق لحديث ابن عباس السابق في صلاة التسبيح الحكم عن عكرمة عنه وقد روى عن ابن عباس أيضاً عطاء وأبو الجوزاء ومجاهد أما حديث عطاء فأخرجه الطبراني في الكبير عن إبراهيم بن ناثلة عن شيبان بن فروخ عن نافع أبي هرمز عنه عن ابن عباس قال الحافظ ابن حجر ورواته ثقات إلا أبا هرمز فإنه متروك.
قلت: الذي روى عن عطاء هو نافع مولى يوسف وهو الذي قال فيه أبو حاتم متروك الحديث وأما نافع أبو هرمز فإنه مشهور الرواية عن أنس وعنه سعدويه وقال فيه النسائي ليس بثقة ولينه ابن معين وهكذا فرق بينهما الذهبي في الديوان فإن كان أبو هرمز ثبتت روايته عن عطاء فذاك ويكون من رواية الأقران وإلاّ فهو من خطأ النساخ في المعجم وقد ذكر الحافظ العراقي في شرح التقريب إن المعجم الكبير لقلة تداوله في أيدي المحدثين كثر فيه الخطأ والقلب من النساخ وأما حديث أبي الجوزاء وهو أوس بن عبد الله البصري من ثقات التابعين فقد اختلف فيه عليه فقيل عنه عن ابن عباس وقيل عنه عن عبد الله ابن عمرو بن العاص وقيل عنه عن ابن عمر وفي روايته عن ابن عباس كذلك اختلف عليه فيه فروي عنه عن ابن عباس موصولاً ورُوي عنه كذلك موقوفاً عليه أما الموصول فأخرجه الطبراني في الأوسط عن إبراهيم بن هاشم البغوي عن محرز بن عون عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزارعن محمد بن جحادة عنه عن ابن عباس قال يا أبا الجوزاء ألا أحبوك ألا أنحلك.