أبا بكر بن أبي داود يقول سمعت أبي يقول أصح حديث في صلاة التسبيح حديث ابن عباس هذا وقال الحاكم ومما يستدل به على صحته استعمال الأئمة له كابن المبارك قال الترمذي وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه وقال الحاكم في موضع آخر أصح طرقه ما صححه ابن خزيمة فإنه أخرجه هو وإسحاق بن راهويه قبله من طريق إبراهيم ابن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس اهـ وقال صاحب القوت وقد روينا فيها روايتين إحداهما حديث الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس فساقه ولم يجاوز الشهر ثم قال بعد ذلك حدثناه عن أبي داود السجستاني يقال ليس في صلاة التسبيح حديث أصح من هذا فذكر في هذه الرواية أنه يسبح في القيام خمس عشرة بعد القراءة وأنه يسبح عشرا بعد السجدة الثانية في الركعة الأولى قبل القيام كأنه يجلس جلسة قبل أن ينهض وفي الركعة الثانية أيضاً كذلك قبل التشهد (وفي رواية أخرى أنه يقول) ولفظ القوت وروينا في الخبر الآخر أنه يفتتح الصلاة ويقول (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يسبح خمس عشرة مرة قبل القراءة) ثم يقرأ الحمد وسورة (و) يسبح (عشرا بعد القراءة) المذكورة والباقي كما سبق عشرا عشرا) فيكون له في قيامه خمس وعشرون تسبيحة (ولا يسبح بعد السجدة الأخيرة قاعداً) أي لا يسبح في الجلسة الأولى بين الركعتين ولا في جلسة التشهد شيئاً كما في القوت قال وكذلك روينا في حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - علمه صلاة التسبيح فذكره وقال فيه بعد تكبيرة الافتتاح يقول ذلك خمس عشرة يعني الكلمات المذكورة ولم يذكر هذا للسجدة الثانية عند القيام أن يقولها (وهذا هو الأحسن) ولفظ القوت وهذه الرواية أحب الوجهين إلي (وهو اختيار) عبد الله (بن المبارك) رحمه الله تعالى وقال البيهقي بعد تخريج حديث ابن عباس كان ابن المبارك يصليها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض وفي ذلك تقوية للحديث المرفوع (والمجموع في الروايتين ثلاثمائة تسبيحة) وإن اختلفت كيفيتهما وقد جاء التصريح بهذا اللفظ عن ابن المبارك رواه ابن أبي زرعة عنه كما في القوت (فإن صلاها نهاراً فبتسليمة واحدة) وتشهدين (وإن صلاها ليلاً فبتسليمتين) وتشهدين (أحسن)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015