شواربهم وحكوا جباههم وشمروا مآزرهم فبكوا علي وقالوا اقضوا ما على أبيكم من الدين فلا تطيعوهم فإن على أبيكم من الذنوب ما إن غفرها الله له كان الدين من أيسرها وإن لم يغفرها لم تخدعوا عن أموالكم.
قال ابن الجوزي: لما احتضر عزل أكفان نفسه وأوصى أن لا يكفن بغيرها ولا يخرق عليه ثوب ولا يقعد لعزاء.
قال ابن الجوزي: حدثني أبو الفضل ابن ناصر عن جده أبي حكيم الحيري أنه كان قاعداً ينسخ فوضع القلم من يده وقال إن كان هذا موتاً فوالله إنه موت طيب فمات.
قال ابن الجوزي: حدثت عنه أنه لما احتضر بكى أهله فقال لهم لي خمسون سنة أدفع عنه فدعوني أتهنا بلقائه.
قال: لما احتضر شيخنا أبو بكر بن حبيب قال له أصحابه أوصنا قال أوصيكم بثلاث بتقوى الله عز وجل ومراقبته في الخلوة واحذروا مصرعي هذا فقد عشت إحدى وستين سنة وما كأني رأيت الدنيا ثم قال لبعض أصحابه أنظر هل ترى جبيني يعرق فقال نعم فقال أحمد لله هذه علامة المؤمن ثم بسط يده عند الموت وقال:
ها قد مددت يدي إليك فردها ... بالفضل لا بشماتة الأعداء
قال ابن الجوزي: حدثني أبو عبد الله التكريتي قال لما احتضر عبد الأوّل أسندته إلي فكان آخر كلمة قالها يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.