وبهم ينصرون وبهم يرزقون وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في تاريخه بلفظ لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم يعافون وبهم يرزقون وبهم يمطرون وإسناده حسن وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية والديلمي بلفظ ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضا بالقضاء والصبر على محارم الله والغضب في ذات الله وقد روي موقوفاً على علي بلفظ لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً فإن بها الأبدال قالها ثلاثاً أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي في الدلائل بل أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه من قوله وكلهم رووه من طريق عبد الله بن صفوان عن علي وهذه الرواية صححها الضياء في المختارة ولفظ الحاكم لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وقد رواه الطبراني في الأوسط وابن عساكر في التاريخ من حديث علي مرفوعاً ومن المراسيل ما رواه أبو داود في مراسيله والحاكم في الكنى من حديث عطاء بن أبي رباح الأبدال من الموالي زاد الحاكم ولا يبغض الموالي إلا منافق وفي سنده رحال بن سالم منكر الحديث ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرفوعاً مرسلاً علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً أبداً وقال السخاوي هو مرفوع معضل وأما الآثار فسيأتي ذكرها وقد أورد ابن الجوزي أحاديث الأبدال في الموضوعات وطعن فيها واحداً واحداً وتعقبه الحافظ السيوطي بأن خبر الأبدال صحيح وإن شئت قلت متواتراً وأطال ثم قال مثل هذا بالغ حد التواتر المعنوي بحيث يقطع بصحة وجود الأبدال ضرورة انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر في فتاويه: الأبدال وردت في عدة أخبار منها ما يصح ومنها ما لا يصح وأما القطب فورد في بعض الآثار وأما الغوث بالوصف المشتهر بين الصوفية فلم يثبت انتهى.

وقال ابن تيمية إنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف إلا في خبر منقطع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015