قال العراقي: رواه البيهقي في الدلائل من حديث هند بن خديجة بإسناد جيد والحاكم في المستدرك من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر نحوه ولم يسم الحكم وقال صحيح الإسناد اهـ.
قلت: أورد ابن منده في معجم الصحابة في ترجمة هند بن هند من طريق حسان بن عبد الله الواسطي عن السري بن يحيى عن مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال مر النبي - صلّى الله عليه وسلم - بالحكم أبي مروان فجعل يغمز بالنبي - صلّى الله عليه وسلم - ويشير بأصبعه حتى التفت النبى - صلّى الله عليه وسلم - فقال اجعله ورعاً يعني ارتعاشاً قال فرجف مكانه وهكذا أخرجه أبو حاتم الرازي وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد من هذا الوجه ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة وإنما أدرك ابنه فكأنه نسبه لجده وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن رواية هند بن هند عن أبيه مرسلة وجرى أبو عمر على ظاهره فذكر هذا الحديث لهند بن أبي هالة وروى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر قال كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي - صلّى الله عليه وسلم - فإذا تكلم اختلج فبصر به النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال كن كذلك فما زال يختلج حتى مات في إسناده نظر وأخرجه البيهقي من هذا الوجه وفيه ضرار بن صرد وهو منسوب للرفض وبه تعلم أن قول العراقي بإسناد جيد فيه نظر وأخرج البيهقي أيضاً من طريق مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي - صلّى الله عليه وسلم - فساقه مثل سياق ابن منده وأبي حاتم الرازي وقد نفى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - المذكور إلى الطائف وذكر أبو عمر في النسب قولاً في سبب نفيه أنه كان يحكيه في مشيته وقيل لأنه كان يشيع بسر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وقيل غير ذلك ومات الحكم في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين.
قال العراقي: هذه المرأة ذكرها ابن الجوزي في التلقيح وسماها جمرة بنت الحارث بن عوف المزني وتبعه على ذلك الدمياطي في جزء له في نساء النبي - صلّى الله عليه وسلم - ولم يصح ذلك اهـ.