فأما والأمر على العكس والنقيض مما تذهبون إليه فلا وجه لاستدلالكم بذلك وهي على نقيض مقصودكم، فقد صار ما انتزعوه استدلالاً على الباطل دليلاً على الحقّ1. ولله الحمد والمنة.

/ (2/2/ب) قال مؤلِّفه - عفا الله عنه -: ولنَزدهم2 زيادات أخر من التوراة والإنجيل تدل على وقوع الشبه والاشتباه ليتأنسوا به ولا يحيلونه، ومن ذلك: "أن الله تعالى غَيَّر صورة يد موسى عن لونها الأوّل ثم أعادها إلى لونها"3. وفعله سبحانه ذلك تدريجاً لهم وتأنيساً على الاشتباه قبل وقوعه، إذ النفوس تبتدر4 إلى إنكار ما لم يتقدم معرفته، فكما جاز في القدرة الإلهية تغير لون يد موسى حتى صارت تلمع كالثلج فكذلك وجه المسيح. ولهذا نصّ الإنجيل: "أنه قبل الفزع بقليل صعد إلى جبل بالجليل ونزل إليه موسى وإليا، قال التلاميذ: فنظرنا فإذا منظر وجه المسيح قد تغيَّر وتغيّرت ثيابه فصارت تلمع كالبرق"5. وهذا الموضع إن وفق الله له ذا لبّ من النصارى اضطره إلى ترك القول بقتل المسيح وأحال ما كان من قتل وصلب على شبه المسيح.

ومن ذلك: أن الله تعالى أمر موسى / (2/3/أ) فضرب البحر بعصاه فتحول دماً عبيطاً، فكان المصريون يشربونه دماً، والإسرائيليون6 يشربونه ماء صافياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015