جسدي، وافعل ذلك كما تحبّ ولا سيّما بموجب النواميس، وقال «جالينوس» في تفسيره لعهود «بقراط» : أنّ من المشهور من أمر «اسقليبيوس «1» » أنّه وقع الى الملائكة في عمود من ناركما يقال في «ديونوسس» و «ايرقلس» وسائر من عنى بنفع الناس واجتهد، ويقال أنّ الله فعل بهم ذلك كيما «2» يفنى منهم الجزء الميّت الأرضيّ بالنار ثمّ يجتذب بعد ذلك جزءهم الذي لا يقبل الموت ويرفع أنفسهم الى السماء، وهذه اشارة الى الإحراق وكأنّه لم يكن إلّا للكبار؛ وكذلك يقول الهند أنّ في الإنسان نقطة بها الإنسان انسان، وهي التي تتخلّص عند انحلال الأمشاج بالإحراق وتبدّدها، ورأوا في هذا الرجوع أنّ بعضه يكون بشعاع الشمس تتعلّق به الروح وتصعد وأنّ بعضه يكون بلهيب النار ورفعها ايّاها كما كان يدعو بعضهم أن يجعل الله طريقه اليه على خطّ مستقيم لأنّه أقرب المسافات ولا يوجد الى العلو إلّا النار أو الشعاع، وكان الأتراك الغزّيّة ذهبوا الى ما يشبهه في الغريق فإنّهم يضعون جيفته على سرير في الشطّ ويعلّقون حبلا من قائمته ويلقون طرفه في الماء ليصعد به روحه للبعث، ثمّ قوّى عقيدة الهند في ذلك قول «باسديو» في علامة المتخلّص من الرباط: أنّ موته يكون في «أوتراين» في النصف الأبيض من الشهر فيما من سرج مسرجة أي فيما بين الاجتماع والاستقبال في أحد فصلى الشتاء والربيع، وإلى هذا ذهب «ماني» في قوله: أنّ أهل الملل يعيّروننا بأنّا نسجد للشمس والقمر ونقيمهما كالوثن، لأنّهم لم يعرفوا حقيقتهما وأنّهما مجازنا وباب خروجنا الى عالم كوننا كما شهد بذلك عيسى، زعم، قالوا وقد أمر البدّ بارسال جثث الموتى في الماء الجاري، فلذلك يطرحها الشمنيّة أصحابه في الأنهار؛ فأمّا الهند فيرون من حقّ جثّة الميّت على الورثة أن تغسل وتعطّر وتكفن ثمّ تحرق بما أمكن من صندل أو حطب، وتحمل بعض عظامه المحترقة الى نهر «كنك» وتلقى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015