اليوم الحادي عشر والخامس عشر من يوم موته وفي كلّ شهر مرّة، وللتي في سادس الشهور منها مزيّة على غيرها في الكثرة والجودة، وقبل تمام السنة بيوم وهي تكون له وللاجداد ثمّ خاتمة السنة وقد انقضت حقوقه بانقضائها، فان كان الوارث ابنا وجب عليه الحداد والحزن واجتناب النساء طول هذه السنة ان كان ولد حلال ومن مغرس طيّب، ويجب ان يعلم انّ الطعام يحرم على الورثة يوما واحدا من اوّل هذه السنة، ويجب عليهم معما ذكرنا من الصدقات الستّ عشرة ان يهيّئوا فوق باب الدار شبه رفّ بارز من الجدار مكشوف للسماء يضعون عليه كلّ يوم قصعة طبيخ وكوز ماء الى تمام عشرة ايّام من وقت الموت، عسى ان الروح لم تستقرّ بعد فتتردّد حول الدار في جوع او عطش؛ وإلى قريب منه اشار «سقراط» في كتاب «فادن» في النفس الحائمة حول المقابر لما عسى ان يكون فيها من بقيّة المحبّة الجسدانيّة، وفي قوله: قد قيل في النفس انّ من عادتها ان تجمع من كلّ واحد من اعضاء الجسد شيئا ينضمّ ويكون في هذا العالم سكناه وفي الذي بعده اذا فارقت الجسد وانحلّت منه بموته، ثمّ في عاشر هذه الأيّام يتصدّق باسمه طعام كثير وماء بارد، وبعد اليوم الحادي عشر يوجّه كلّ يوم من الطعام ما يكفي نفسا واحدة ودرهم معه الى بيت «برهمن» ويداوم ذلك طول ايام السنة ولا يقطع الى آخرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015