الكسوف طالبا حصّته، فكثر لذلك ذكر الناس ايّاه وقتئذ ونسبوا الكسف اليه وليس إليه من جهته فيه شيء وإنّما هو من استواء طريقة القمر أو انحرافه؛ وهذا من براهمهر معما تقدّم من دلائل تحقّقه هيئة العالم مستنكر، لولا أنّه يمالئ البراهمة احيانا فإنّه منهم ولا بدّ له من جملتهم، ثمّ لا يعاب مع ثبوت قدمه على الحقّ وتصريحه به، مثل ما حكينا عنه أيضا في كيفيّة «سند» ، وليت جميع الفضلاء يقتدون به! ولكن انظر الى «برهمكوپت» وهو أفضل هذه الطبقة منهم، فإنّه لمّا كان من البراهمة الذين يقرءون من پراناتهم سفول الشمس عن القمر فيحتاجون الى رأس يعضّ على الشمس حتى يكسفها رفض الحقّ وعاضد الباطل وإن كان من الممكن أن يكون من شدّة الامتعاض بهم هازئا أو مضطرّا كالمغشيّ عليه من الموت، وهذا كلامه في المقالة الأولى من «براهم سدّهاند» : أنّ من الناس من يرى أنّ الكسوف ليس من الرأس، وذلك رأي محال فإنّه الكاسف وجمهور أهل العالم يقولون أنّ الرأس هو الذي يكسف، وفي «بيذ» الذي هو كلام الله من فم «براهم» أنّ الرأس يكسف وكذلك هو في كتاب «سمرت» الذي عمله «من» وفي «سنكهت» الذي عمله «كرك بن براهم» ، فأمّا «براهمهر» و «اشريخين» و «آرجبهد» و «بشنجندر» فإنّهم يزعمون أنّ الكسوف ليس من الرأس وإنّما هو من القمر ومن ظلّ الأرض، وهذا منهم مخالفة للجمهور ومعاداة للكلام المذكور، فإنّ الرأس اذا لم يكن الكاسف كان ما يعمله البراهمة من الاطّلاء بالدهن المسخّن وسائر رسوم العبادات المرسومة لوقت الكسوف هدرا لا ثواب عليه، وفي ابطال ذلك خروج عن الإجماع وهو غير جائز، وقد قال من في سمرت: إذا أخذ الرأس أحد النيّرين بالكسف طهر جميع ما على الأرض من المياه وصارت كماء «كنك» في الطهارة، وفي بيذ: أنّ الرأس هو ابن امرأة من بنات «ديت» اسمها «سينك» ، ولأجل هذا يعمل ما يعمل من أعمال البرّ فواجب على هؤلاء ترك عناد الجمهور لأنّ جميع ما في «بيذ» و «سمرت» و «سنكهت» صحيح؛ وإذا كان «برهمكوپت» في هذا الموضع ممّن قال الله تعالى فيهم «وجحدوا بها واستيقنتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015