ويتلو الأرضين السماوات السبع الطباق وتسمّى «لوكات» ولوك هو المجمع والمحفل وقد كان اليونانيّون على مثله في تصيير السماوات مواضع للمجامع؛ قال يحيى النحويّ في ردّه على «برقلس» : إنّ قوما من المتكلّمين رأوا في الفلك المسمّى «غلقسياس» أي اللبن وهو المجرّة أنّه منزل ومستقرّ للأنفس الناطقة، ويقول «أوميرس» الشاعر: إنّك جعلت السماء الطاهرة مسكن الأبد للآلهة لا تزعزعه الرياح ولا تبلّه الأمطار ولا تتلفه الثلوج بل فيه الصّحو البهيّ بلا سحاب يغشاه «1» ، وقال «أفلاطون» : قال الله للسبعة الكواكب السيّارة أنتنّ آلهة الآلهة وأنا أبو «2» الأعمال صانعكم صنعا لا انتقاض فيه فإنّ كلّ مربوط وإن كان محلولا فإنّ الفساد غير لاحق بما جاد نظامه، وقال «أرسطوطالس» في رسالة له إلى الاسكندر» : إنّ العالم هو نظام الخلق كله وأمّا ما علاه وأحاط به من أقطاره فهو محل الآلهة والسماء مليئ من أجسادهم التي نسمّيها للعبارة كواكب، ويقول في موضع آخر منها: الأرض محصورة بالماء والماء بالهواء والهواء بالنار والنار بالأثير «3» ولهذا صارت البلدة العليا محلّ الآلهة وقدّرت السفلى محلّ الدوابّ المائيّة، وفي «باج پران» ما يشبهه وهو: أنّ الأرض يمسكها الماء والماء يمسكه النار المحض والنار يمسكها الريح والريح يمسكها السماء والسماء يمسكها ربّها، ولم يخالف إلّا في الترتيب، ولم يقع في أسامي «اللوكات» من الخلاف مثل ما كان وقع في الأرضين ونحن نضع أيضا أسماءها في جدول كالأوّل:
وهذه كلّها متّفقة إلّا ما وقع لمفسّر كتاب «پاتنجل» فإنّه كان سمع أنّ «يترين» وهم الآباء مجمعهم في فلك القمر وهو كلام مبنيّ على أقاويل المنجّمين فصيّر مجمعهم أوّل السماوات وكان يجب أن يجعله مكان «بهور لوك» ولم يفعل لكنّه