ذكر فقد اخذناه تقليدا إذ لم يذكر شيئا يوجبه، فأمّا «بسشت» ، فانّه قال: إنّ «برهماند» محيط بالأفلاك وهذه الأعداد مقداره من أجل ان فلك البروج متّصل به، وأمّا، بلبهدر» المفسّر فإنّه قال: لسنا نجعل هذه الأعداد مقدار السماء فإنّا لا نقدر على تحديد عظمها ولكنّا نجعلها لمنتهى البصر فلا محسوس أرفع منه مع تفاضل سائر الأفلاك في العظم والصغر، وقال اصحاب «آرجبهد» يكفينا معرفة الموضع الذي يبلغه الشعاع ولا نحتاج إلى ما لا يبلغه وأن عظم في ذاته فما لا يبلغه الشعاع لا يدركه الإحساس وما لا يحسّ به فليس بمعلوم؛ والذي يحصل من كلام هؤلاء أمّا من قول بسشت فهو أنّ برهماند كرة محيطة بالفلك الثامن الموسوم بالبروج وفيه الكواكب الثابتة وهما متماسّان وإلى الفلك الثامن كنّا نضطرّ فأمّا فيما فوقه فليس شيء يضطرّ إلى إيجاب فلك تاسع والناس مختلفون فيه فمنهم من يوجبه لأجل الحركة الغربيّة متحرّكا بها قاهرا لما يحويه عليها ومنهم من يوجبه لأجلها وهو ساكن، أمّا الفرقة الأولى فغرضهم معلوم ولكنّ «أرسطوطالس» قد بيّن أنّ كلّ متحرّك فإنّما يتحرك من محرّك ليس فيه، ولابدّ لذلك الفلك التاسع من محرّك خارج فما المانع عن تحريكه الأفلاك الثمانية من غير توسيط التاسع، وأمّا الفرقة الثانية فكأنهم سمعوا ما حكيناه وأنّ المحرّك الأوّل غير متحرّك فجعلوا فلكهم التاسع ساكنا والحركة الغربيّة صادرة عنه، لكنّ ارسطوطالس قد بينّ ايضا أنّه ليس بجسم فصفته بالكريّة والفلكية والإحاطة والسكون توجب جسميّته فقد تأدّى الفلك التاسع إلى المحال، وفي هذا المعنى يقول «بطلميوس» في صدر كتاب «المجسطي» : فالعلّة الأولى لحركة الكلّ الأولى إذا توهّمنا الحركة مفردة رأينا أنّها إله لا مرئيّ ولا متحرك وسمّينا صنف البحث عنه إلهيّا وهذا الفعل نعقله في اعلى علو العالم فقط مباينا البتّة للجواهر المحسوسة فهذا ما يقوله بطلميوس في المحرّك الأوّل من غير أن يشير إلى الفلك الذي حكاه عنه يحيى النحويّ في ردّه «بروقلس» وذكر أنّ «افلاطون» لم يكن يعرف الفلك التاسع الذي ليس فيه كوكب وهو الذي فهمه بطلميوس زعم؛ فأمّا أقاويل القابلين فيما وراء النهاية المتحرّكة من جسم ساكن او خلاء غير متناهيين او نفي الخلاء والملا عنه معا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015