البارئ قطع خيطا مستقيما بنصفين وأدار من كلّ واحد منهما دائرة تلاقيا على نقطتين وقسم إحداهما بسبعة أقسام، فأشار الى الحركتين وإلى اكر الكواكب على وجه الرمز كعادته؛ وقال «برهمكوبت» «1» في المقالة الأولى من «براهم سدّهاند» حين عدّد السماوات وجعل القمر في اولاها وصعد بالكواكب الى السابعة فجعل زحل فيها:

إنّ الكواكب الثابتة في الثامنة وإنّها جعلت مدوّرة لتدوم فيثاب فيها المحسن ويكافي المسيء إذ ليس وراءها شيء، فأشار في هذا الفصل إلى أنّ السماوات هي الأفلاك وفي ترتيبها إلى مخالفة ما في كتبهم الملّية الخبريّة على ما سنحكيه في موضعه وفي التدوير إلى بطء «2» التأثّر وإلى ما عليه «ارسطوطالس» في المدوّر وفي الحركة المستديرة وإلى أنّ ليس وراء الأفلاك جرم موجود، وإذا كان كذلك لم يخف أنّ «برهماند» هو مجموع الأفلاك اعني الأثير «3» بل الكلّ لأنّ المكافاة عندهم تكون في حشوه أيضا؛ وقال «بلس» في «سدّهانده» : إنّ كلّيّة العالم هي «4» جملة الأرض والماء والنار والريح والسماء خلقت فيما وراء الظلمة ورئيت السماء لازورديّة اللون لقصور شعاع الشمس عنها حتى تستضيء به استضاءة الأكر المائية غير النيّرة أعني بها أجرام الكواكب والقمر التي إذا وقع شعاع الشمس عليها ولم ينته ظلّ الأرض إليها ذهب سوادها وظهر بالليل أشخاصها فالمضيء واحد وسائرها مستضيئة منه، أشار في هذا الفصل إلى النهاية المدركة وسمّاها سماء وجعلها في ظلمة بما ذكر من كونها في الموضع الذي لا يبلغه الشعاع والبحث عن اللون الأكهب المرئيّ يطول جدّا؛ وقال برهمكوبت في المقالة المذكورة: اضرب أدوار القمر وهي 000 300 753 57 في «جوزنات» فلكه وهي 000 324 فتجتمع 000 000 200 069 712 18 وتلك جوزنات فلك البروج، فأمّا مقدار جوزن من المسافة فهو مذكور في بابه، وأمّا ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015