الناحية لكثرتها وصولتها، وعندهم أنّها أمّة من الناس ممسوخة لأجل معونة رام على محاربة الشياطين وأنّ تلك القرى أوقافه عليها وأنّ من وقع إليها فأنشد شعر رام لها ورقي رقياته عليها أصاخت لها وسكنت إلى استماعها وأرشدت الضالّ وأطعمت وسقت، فإن كان من هذا شيء فهو من جهة اللحن كما تقدّم في باب الظباء؛ فأمّا الجزائر الشرقيّة في هذا البحر وهي إلى حدّ الصين أقرب فإنّها جزائر «الزابج» ويسمّيها الهند «سورن ديب» أي جزائر الذهب، والغربيّة جزائر «الزنج» ، والمتوسّط جزائر «الرمّ» و «الديبجات» ومن جملتها جزائر «قمير» ، ولجزائر «ديوه» خاصيّة هي أنّها تنشؤ فتظهر من البحر قطعة رمليّة لا تزال تعلو وتنبسط وتنمو حتى تستحكم وأخرى منها على الأيّام تضعف وتذبل وتذوب حتى تغوص وتبيد فإذا أحسّ أهلها بذلك طلبوا جديدة متزايدة الطراوة فنقلوا إليها النارجيل والنخل والزرع والأثاث وانتقلوا إليها، وتنقسم هذه الجزائر إلى قسمين بما يرتفع منها فتسمّى «ديوه كوذه» أي ديبجات الودع يجمعونها من أغصان نارجيل يغزرونها في البحر، و «ديوه كنبار» الغزل المفتول من ليف النارجيل لخرز المراكب؛ وجزيرة «الوقواق» من جملة قمير وهو اسم لا كما تظنّه العوامّ من شجرة حملها كرؤوس الناس تصيح ولكنّ قمير قوم ألوانهم إلى البياض قصار القدود على صور الأتراك ودين الهنود مخرّمي الآذان وأهل جزيرة «الوقواق» منهم سود الألوان والناس فيهم أرغب ويجلب منهم الأبنوس الأسود وهو لبّ شجرة تلقي حواشيها فأمّا «الملمّع» و «الشوحط» والصندل الأصفر فمن الزنج، وقد كان في غبّ «سرنديب» مغاص لآلىء فبطل في زماننا ثمّ ظهر بسفالة الزنج بعد أن لم يكن فيقولون إنّه هو قد انتقل اليها؛ وأرض الهند تمطر مطر الحميم في الصيف ويسمّونه «برشكال» وكلّما كانت البقعة أشدّ إمعانا في الشمال وغير محجوب بجبل فهذا المطر فيها أغزر ومدّته أطول وأكثر، وكنت أسمع أهل «المولتان» يقولون: إنّ برشكال لا يكون لهم فأمّا فيما جاوزهم إلى الشمال واقترب من الجبال فيكون حتى أنّ في «بهاتل» و «اندربيذ» يكون من عند شهر «آشار»