كما يزعم النصارى أن الحواريين أفضل من الأنبياء، وأن الله يخاطبهم أعظم مما خاطب به موسى بن عمران وكل ما أمعن المسلم النظر في أمرهم وجد عندهم من الكذب والضلال والجهل مما لا يعلمه إلا الله وهم أكفر من النصارى من وجه والنصارى أكفر منهم من وجه.
والمقصود هنا أن يقال للنصارى: اللاهوت الذي تدرعه ناسوت المسيح هو الرب القديم الأزلي الجامع الأقانيم أو هو صفة من صفاته؟ إذ ليس إلا الرب القديم الموصوف بالحياة والعلم والقدرة وكل من القولين يبطل مذهبهم فإن قالوا هو الرب القديم الأزلي لزم أن يكون المسيح هو الرب القديم الأزلي ولا يكون ابنًا ولا يقعد عن يمين الله ويكون فيه أقنوم الحياة والوجود والعلم والقدرة والنصارى يلمزون من يقول ذلك، وإن قالوا إنه صفة من صفاته كما يقولون إن المتدرع به أقنوم الكلمة