فالمسيح إذا خلقه بقوله {كن} فكان، لم يقتض ذلك أن يكون أفضل من إبراهيم، ومحمد، لمن خلق في الرح بسنة الله وعادته وإنما يدل ذلك على أن المسيح آية من آيات الله، وقد قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} .
ومعلوم أن الأنبياء وحمل مريم أفضل من مريم وخلق آدم من غير زوج آية كما أن المسيح من غير أب آية وما خلقه الله بغير ... * من العجائب الخارقة للعادات فيها من الآيات ما ليس في غيرها وإن كان غيرها أفضل منها ولا يقول قائل إن القمر لما انشق كان أفضل من الشمس فقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} بين بذلك أنه مخلوق بكلمته فإنه قادر على أن يخلقه على غير هذا الوجه المعتاد