"لا" العاطِفة؛ تقولُ: (ما جاءني غيرُ زيدٍ)؛ إمَّا إفرادًا (?)، أو قلبًا (?)، ولا تقول: (ما جاءني غيرُ زيدٍ لا عمرو) ".

بخلاف (إِنَّما)؛ فإنّها تجتمع (?) مع الأوّل؛ وإن كان -لكونِه (?) في معنى الثَّاني- مُقْتَضيًا أن لا تجتمع معه؛ لأنَّ النَّفي فيها ضمنيٌّ لا صَريحٌ (?)؛ كما يجوزُ أن يقال: (امتنعَ عن المجيء زيدٌ لا عمرو) مع عدم جوازِ أن يقال: (ما جاء زيدٌ لا عمرو)؛ لأنّ النَّفي فيه -أيضًا- ضمنيٌّ.

وأمّا جوازُ اجتماع التَّقديمِ مع الأوّلِ فظاهرٌ.

وهذا إذا لَمْ يكن المذكورُ بعده مُخْتصًا؛ أي: جواز اجتماع (إنّما) مع الأوَّلِ إذا لم يكن الوصفُ المذكورُ بعد (إنّما) ممّا له في نفسه اختصاصٌ بالموصوف المذكور (?)؛ كقوله -تعالى-: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} (?)؛ فإنَّ كلَّ عاقلٍ يعلمُ أنَّ الاستجابةَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015