وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} 1، أي: ضُيق2.
الثاني: أن معنى (اقدروا) 3:احكموا بطلوعه من جهة الظاهر، مأخوذ من قوله تعالى: {قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ} 4، أي: حكمنا بذلك5.
هذا وقد ذكرنا فعل ابن عمر، ووجه الحجة منه، لا يقال كان ذلك باجتهاد منه، لأن قوله: "فاقدروا له"، دلّ على وجوب الصوم على ما قلنا، ولو دل على الفطر كان ابن عمر قد عمل بخلاف ما روى، والأصل أن الصحابي لا6 يخالف ما يروي، لا سيما مع تكرر ذلك منه، لأن الراوي قال: كان ابن عمر يفعل كذا، وهذا يدل على تكرر الفعل منه، لا سيما وقد مرت النقول عن الصحابة بالحث على صوم يوم الشك7، وحديث الصحيحين في سرر شعبان8.
هذا ما يتعلق بالمنقول، وأما المعقول من حيث المعنى والحكم ففيه أوجه:
أحدها: أن نقول الفطر في هذا اليوم متردد بين الحظر والإباحة، فوجب فيه الصوم، كما لو غم الهلال في آخر رمضان.
والدليل على تردد الفطر أن هذا اليوم يجوز9 أن يكون من رمضان، فيكون فيه الفطر10 محظوراً، ويجوز أن يكون من شعبان فيكون فيه الفطر