مواطنه وأحيانه قائمًا. لأنه الناظر في دثار الدين وشعاره أمد له نظر العموم والشمول. وكل من سواه لا يقوى قوته في الاستيلاء. لما يتخلل كلمته من القواطع والفلول لاسيما في نوع يؤدي إلى كثر أعوان وتحصيل لما يخشى من مكابدة وقال فظهور رادع الإمام العدل في ذلك واجب * وسعيه في ذلك بكله وبعضه لازب * ما لم تدع الضرورة لترك النصرة به * لما يخشى من قوات التغيير برعايته * كالقوم يكونون في البادية أو في محجة المسلمين يحدث بينهم ألقتك والغضب أو القتل وما أشبه ذلك من كل ما لا يحل إهماله فواجب القيام به ودفعه بما أمكن ودعت الحاجة إليه في كل حال.
الباب الرابع
في كيفية التغيير ووجه تناوله
أما كيفية التغيير في شروعيته على الجملة تحسين المأخذ والبداية بالترفق والتلطف حتى يستوي من زل * ويهتدي من ضل * قال الله عز وجل: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} وقال جل وعلا: "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} وقال صلى الله عليه وسلم: من كان آمرًا بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف.
وقال عليه السلام: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. وكذلك كان فعله صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة. فمنها ما وقع في حكاية الأعرابي إذ جاءه فقام ليبول في المسجد. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه! مه! فأصابهم عليه السلام بقوله لهم: دعوه! فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه. فقال: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر وإنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن. ثم أمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فصبه عليه. وروى أبو إمامة الباهلي (الباهيلي) أن غلامًا شابًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتأذن لي في الزاج الزنى؟ فصاح الناس به. فقال صلى الله عليه وسلم: أقروه أقروه أدن مني. فدنا منه. فقال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال: لا! جعلني الله فداءك قال: كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم. فقال صلى الله عليه وسلم أتحبه لاينتك؟ قال: لا! قال: فكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم ثم ذكر الأخت والعمة والخالة وكذلك الناس لا يحبونه