وأقوالهم وأفعاهم فلذلك إذا رآه الرائي يظنه " من حرب عرب الحجاز. وقد قيل " من تشبه بقوم فهو منهم ".
" بيت السرايلي ". نسبة إلى السراية السلطانية، مسكن الدولة العثمانية. وإليها ينتسب كثير من المجاورين بمدينة سيد المرسلين؛ فمن أشهرهم صاحبنا محمد أفندي السرايلي الرومي. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلاً كاملاً، " عاقلاً " من أحسن المجاورين، ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات، يحفظ القرآن عن ظهر غيب. ويجوده على السبع القراءات. وصار خطيباً وإماماً. وباشر الإمامة. ولم يباشر الخطابة. ثم فرغ بالخطابة لصاحبنا حسين أفندي الزيلوي، نائب القاضي. وكان صاحب ثروة، وعمر الدار الكبرى المقابلة لسقيفة الأمير من أوقاف عنبر آغا. وسكنها. وتوفي سنة 1192. وسافر إلى الروم مراراً عديدة. وفي كل مرة يستفيد فائدة جديدة.
وفي سنة 1178. وصل إلى المدينة المنورة أخوه أحمد آغاي الإسباهية. وهو رجل كامل، صاحب أخلاق مرضية، وكمالات علية. وسافر إلى الروم. ورجع إلى المدينة المنورة بكل ما يروم. وصار في سنة 1195 وسنة 1196 قائمقام آغاة القلعة لما قبض الشريف سرور آغاة القلعة أسعد آغا وسار به إلى مكة. فأقام محمد باشا أحمد آغا المزبور