قل ما أردتَ فقولك المقبولُ ... وأمرْ بشرع الله نحنُ مثولُ
فلأنت في أحشَائنا ودمائِنا ... حاشا وعَمري أن يَراك دخيلُ
نحن الفِداء كما علمتَ وحبُّنا ... لك والوداد فما إليك سبيلُ
كم مِن يدٍ للحاقدين أبنتها ... وصدرت عنها والدِّماء تسيلُ
كم شبهةٍ للمُحْدِثين أزلتها ... أنَّى لأرباب الضلال دليلُ
إنا نراك وأنت تنقض جاهدًا ... للمُحْدِثين عروشهم وتصولُ
أوما ترى أطلالهم تحكي لنا ... كيف الظلام يصول ثم يزولُ
أوما ترى تلك السيوف وفعلها ... أوما ترى البركانَ كيف يجولُ
أوما ترى الزلزالَ في طيّاته ... موت لأهل الإبتداع كفيلُ
هو ما علمت فأنت سهم صائبُ ... بل أنت سيف صارم مسلولُ
أوما ترى المهديّ يبكي حسرةً ... مما دهاه فإنه لجليلُ
أوما ترى الريميّ يندب نفسه ... ماذا عسى بعد المصاب يقولُ
هذا ابن ناشر لا يزالُ مضرّجًا ... بدم المذلة قد حذاه عقيلُ
هذا المعلم والمنية خلفُه ... يعدو وكأس الحادثات يحولُ
والحاشديُّ هوى بأردى خزيةٍ ... وكذا ابن موسى والشروحُ تطولُ
دارت عليهم لو علمت دوائرٌ ... ما أبصرت عيني لهن مثيلُ
ما كان رب العالمين بغافلٍ ... عنهم فسيف الإنتقام صقيلُ
فلطالما قادوا البرية بالهوى ... لم يرتضوا إذ قلتَ قال رسولُ
ولطالما احتالوا فكم من حيلة ... قال اجتهاد العارفين أصولُ
فاهنأ رعاك الله شمسك لم تزل ... تزهو وشمس المبطلين أفولُ
ما خاب يوماً من دعا ببصيرة ... بل ماكبا والنائبات هطول
نظم/ أبي المظفر رياض بن أمين القدسي