استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)). ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين (?).
هذا حال الشعوب التي تتقبل من أعداء الإسلام كل ما أتوا به: تبرج وسفور، ديمقراطية، انتخابات، مظاهرات، بنوك ربوية.
فهي ذنوبنا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظًّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم الله بما كانوا يصنعون (?). العداوة موجودة بين الحكام أنفسهم، وبين الشعوب أنفسهم، وبين الدعوات أنفسها، وبين القبائل أنفسهم.
العداوة وسفك الدماء التي يقول فيها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ثمّ قال: لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب