في قوله تعالى: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرءانًا عجبًا يهدي إلى الرّشد فآمنّا به ولن نشرك بربّنا أحدًا (?)}، فقد استجابوا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتأثروا بقراءته، ورجعوا دعاة إلى الله بسبب سماع القرآن.
وأما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يخبر بهم إلا أنه أخبرته شجرة كما جاء في "صحيح البخاري" من حديث ابن مسعود. والله سبحانه قادر على أن ينطق الشجرة، ويجعلها تكلّم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كانوا تسعة أحدهم يقال له: زوبعة.
وكما أخبرنا عز وجل فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، فقد جاء في "مسند الإمام أحمد" عن ابن عبّاس قال: خرج رجل من خيبر فاتّبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول: ارجعا ارجعا حتّى ردّهما ثمّ لحق الأوّل فقال: إنّ هذين شيطانان وإنّي لم أزل بهما حتّى رددتهما، فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرئه السّلام وأخبره أنّا هاهنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه.
ومنهم من أسلم كما أخبرنا الله عز وجل: {قل ادعوا الّذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم ولا تحويلاً أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورًا (?)}.
وقد كان الإنس يعبدون الجن كما في "صحيح مسلم" من حديث ابن مسعود فأسلم الجنيون والإنس لا يعلمون بذلك فبقي الأنس على عبادتهم