أخرى: {وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدًا (?)}.
فمنهم الكافر الشرير المفسد، وفيهم الجاهل وفيهم السني، وفيهم الشيعي، وفيهم الصوفي وقد جاء جنيّ إلى الأعمش فأذن له الأعمش أن يأكل طعامًا ثم سأله الأعمش: أفيكم أحد أو شيء من هذه النحل؟ أي من أصحاب الأهواء قال: نعم، ونجد شرهم الرافضة.
وكانوا ربما يأتون إلى العرب، فقد قال قائل العرب:
أتوا ناري فقلت: منون أنتم؟ ... فقالوا: الجن، قلت: عموا صباحًا
وكانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد أرسلهم الشيطان عند أن منعوا من استراق السمع من السماء، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ يستمعون القرءان فلمّا حضروه قالوا أنصتوا فلمّا قضي ولّوا إلى قومهم منذرين قالوا ياقومنا إنّا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى مصدّقًا لما بين يديه يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين (?)}.
فلما أرسلهم إبليس لينظروا ما الذي حدث ومنعوا بسببه من استراق السمع ومن الصعود إلى السماء، رأوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بأصحابه بوادي نخلة وهو واد بين مكة والطائف كما أخبرنا ربنا في الآيات التي تقدمت، وأيضًا