والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صعد الصفا وقال: يا معشر قريش، يا بني عبد مناف يا بني هاشم، ودعا بطون قريش وأنذرهم.
فعلى هذا الأخ أن يخلص النصح لهم، ولكن الهداية الحقيقة التي يدخلها الله في القلوب هي إلى الله، والله عز وجل يقول: {ليس عليك هداهم ولكنّ الله يهدي من يشاء (?)}، والله يقول في حق نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم (?)} أي: تدل على الصراط المستقيم، وأما الهداية التي يجعلها الله في القلب فإنّها إلى الله عز وجل.
أما هل له أن يترك أمه وبلاد الكفر ويخرج فرارًا بدينه، فإذا خشي على نفسه الفتنة فله أن يعرض الإسلام على أمه فإن أسلمت وإلا فلا بأس، بل يجب عليه أن يهاجر كما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: {إنّ الّذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرًا إلاّ المستضعفين من الرّجال والنّساء والولدان لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً (?)}، ويقول سبحانه وتعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتّى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين (?)}.