كتابه الكريم في شأن الأبوين المشركين: {وصاحبهما في الدّنيا معروفًا (?)}، ويقول في كتابه الكريم: {لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم (?)}، ويقول: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان ومن يتولّهم منكم فأولئك هم الظّالمون (?)}.
فيجب عليه أن يعامل أمه بالإحسان ما دام عندها، ودينه لا يتنازل عن شيء منه، ويبغضها لأنّها كافرة، لو أبت نفسه إلا أن يحبها، وكان حبًا طبيعيًا فإن شاء الله لا شيء عليه؛ فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن دعا أبا طالب إلى الإسلام، وأبى أبوطالب أن يسلم قال الله سبحانه وتعالى: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء (?)}، شاهدنا من الآية على أحد الوجهين والتأويلين: أي من أحببته، فهذا وجه، والوجه الآخر: لا تهدي من أحببت هدايته، وهو قريب لأنه ما أحب هدايته أكثر من غيره إلا بسبب قربه منه، كما قال المقداد بن الأسود رضي الله عنه: إن أحدنا كان يسلم ويرى أباه كافرًا أو أمه كافرة أو قريبه فلا يطيب له العيش، إذ يموت هذا الشخص على الكفر ويدخل النار.
والله عز وجل يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأنذر عشيرتك الأقربين (?)}.