فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ... تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي ... وينْزل إذ أنزل ويدفن في قبري
دعونا من إحراق رقّ وكاغد ... وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتب بدأة ... فكم دون ما تهوون لله من عذر
وربما أغلظ القول على المبتدعة والناس ليسوا آلفين لهذا، وربما جمد على الظاهر وهذا الجمود يعتبر خطأ؛ فنحن مخاطبون بالظاهر ومن أخذ بالظاهر استراح من اختلاف الناس، لكن إذا جاء دليل يوجب تأويل الظاهر فيؤوّل.
أما في العقيدة فزلت قدمه وأكثر ما ذكر هذا في كتابه "الفصل في الملل والنحل" قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ترجمته من "البداية والنهاية": وإن هذا لعجب إذ هو جامد في العبادات والمعاملات، ومؤول في العقيدة. ففيه شيء من التجهم رحمه الله لا يجوز أن يتبع عليه.
أما العالم البصير فهو يستفيد أيما استفادة من كتابه "المحلى" حتى قال ابن عبد السلام: ما أمنت على نفسي في الفتوى حتى قرأت "المحلى" لابن حزم و"المغني" لابن قدامة.
السؤال166: ما هي نصيحتكم للعوام، وهل يهتمون بهذه المسائل أم لا، وإن قلت: نعم فما هو مقدار الاهتمام بهذه المسائل؟
الجواب: الذي ننصح به العوام أن يقبلوا على حفظ ما استطاعوا من القرآن الكريم ومعرفة شيء من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والاهتمام باللغة العربية فإنّها لغة القرآن ومعرفة شيء من الفقه الإسلامي كقراءة "سبل السلام" للصنعاني و"نيل الأوطار" للشوكاني، ويسألون العلماء عن فقه الكتاب والسنة ولا